رغم الأزمات العالمية ، ورغم ما يكابده الاقتصاد المغربي ، فضلا عن المديونية ، فإن كبار الموظفين لا يتأثرون نهائيا ، مهما كانت الظروف ، فأجورهم ، دائما في ارتفاع ، هذا ، بالاضافة للامتيازات التي يحظون بها ، ناهيك عن التلاعبات و ما إلى ذلك .
في حين يبقى المواطن المغلوب على أمره ، الأقل أجرا في الوقت الذي يتقاضى أقل مدير مؤسسة عمومية خمسة ملايين على الأقل دون احتساب باقي الامتيازات التي يخولها له المنصب ، رغم أن هناك من هؤلاء المديرين من يتقاضى 30 مليون سنتيم ، ودائما دون احتساب الامتيازات الأخرى .( أنظر الجدول )
هناك أيضا مديرين عطاهم الله بزاف ت الرجلين كالأخطبوط تماما ، كل رجل موضوعة في مؤسسة ، ويسير كل هذه المؤسسات بالتيليكوماند ، وكأننا نعدم الكفاءات ، رغم أن هناك ملايين العاطلين حاملي الشواهد العليا ، والذين يتقاطرون هذه الأيام على العمالات والجماعات والمقاطعات ، من أجل دفع طلباتهم ، لعل وعسى يجيب الله الفرج ، تخاف غير يكونو صايمين شحال هادي ، ويعشيوهم ببصلة .
لقد بدأ المغرب مؤخرا يعرف حراكا لم نعهده من قبل ، حيث أننا بدأنا نسمع عن مؤسسات تمنح فرص شغل ، في الوقت الذي انقطع كل أمل في التوظيف ، وصار أندر من الكبريت الأحمر .
مؤخرا أطلقت الحكومة المغربية عملية التوظيف المباشرو التي تهم بالتحديد حاملي الدكتوراة وشهادة الماستر، مشيرة الى أن توظيف حاملي الاجازة وما دونها يتم عن طريق التبار.
وأوضحت الحكومة في بلاغ "أنها دأبت على تبني هذا الإجراء خلال ولايتها الحالية من خلال تخصيص نسبة من المناصب المالية المفتوحة سنويا لحملة الدكتوراة وشهادة الماستر ،لولوج السلم الحادي عشر مع تخصيص الباقي من المناصب للتباري قصد التوظيف في باقي أسلاك ودرجات الوظيفة العمومية.
وذكرت الحكومة بأنه، مواصلة منها لجهودها المبذولة من أجل تخصيص مناصب مالية وافرة لتشغيل الشباب، واستجابة لحاجيات ومتطلبات الإدارة، فقد تم إحداث أزيد من 18 ألف منصب مالي برسم السنة المالية 2011 ، مشيرة الى أنه سيتم الاعلان خلال الأسابيع القادمة من طرف الإدارات المعنية عن إجراء مباريات للتوظيف في مختلف الأسلاك والدرجات التي تهم حاملي الإجازة وما دونها من الشهادات.
وجددت الحكومة التأكيد على استمرار تعبئتها للتعامل مع مسألة تشغيل الشباب باعتبارها قضية ذات أولوية تحظى منها بكامل العناية والاهتمام ، مشددة في هذا الصدد على أنها ستواصل العمل على توفير مناصب إضافية للشغل من خلال تسريع وتيرة إنجاز الأوراش الكبرى المهيكلة والمخططات القطاعية ودعم وتشجيع الاستثمار والمبادرات الخاصة "بما يستجيب لتطلعات شبابنا المشروعة في الاندماج في الحياة العملية". .
نتمنى أن لا تكون هذه الحملة مناسباتية فقط ، أو أن تكون بمثابة انحناء لعاصفة 20 فبراير أو 20 مارس ، فقد يئس الشعب من وعودات الحكومة ، وبشكل خاص حكومة عباس الفاسي صاحب فضيحة " النجاة الإماراتية" ، والتي يطالب شباب اليوم بمحاكمته على ذمتها ، لكونه قطب رحاها .
إن أهم خطوة يجب على ملك البلاد اتحاذها ، تفعيل قانون تحريم المزاوجة بين وظيفتين لشخص واحد ، لكون أغلب أطر الدولة تستحوذ على عدة مناصب ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الجنرال حسني بنسليمان الذي يجمع بين عدة مناصب ، والتي لو طبق عليه وعلى أمثاله القانون بخصوصها لوفرنا العديد من مناصب الشغل للكثير من حملة الشواهد الذين تجازيهم الدولة جراء جدهم و كدهم بالزرواطة أمام البرلمان .