Slideshow

mercredi 23 mars 2011

العسكري عمر صاحب المهمات الصعبة أو النسخة الثانية للجنرال مولاي حفيظ

بدا في مقدمة حاملي «العمارية» التي لفت بالعريس محمد السادس في فناء القصر الملكي بالعاصمة الرباط سبع لفات، كما تقول بذلك الأعراف المخزنية. مشى جنبا إلى جنب مع ابن خاله مولاي رشيد وهو يعضد كتف أبناء خالتيه، وفي مقدمتهم عبد الله ابن خالته للا فاطم الزهراء الذي وقف خلفه، وشقيقه مولاي يوسف، لحمل وريث الحسن الثاني ليلة زفافه.
نظرات صارمة، حازم كما جرت العادة، واثق من نفسه أكثر من أي وقت مضى، فيه شيء من والده محمد الشرقاوي، ومن أمه للا مليكة.و قد عرف بشخصيته القوية التي يهابها حتى المحيطون بالملك، بمن فيهم المقربون من الدائرة الضيقة لمحمد السادس. كلمته مسموعة في البلاط، ويكاد يكون الساعد الأيمن العسكري لرئيس أركان الحرب والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، الذي ترتعد منه الفرائص بمجرد ما تسمع طقطقة رجليه، حتى مدير الديوان الملكي السابق رشدي الشرايبي أو فؤاد عالي الهمة رفيق دراسة الملك والرجل الثاني في النظام سابقا أو منير الماجيدي أو«إم3»، يرتبكون من خطواته، ويتفادون باستمرار أن يدخلوا معه في أي احتكاك مهما كان نوعه كلما التقوه. يلقبونه بـ «الجنرال مولاي حفيظ بريم»! والعبارة لمصادر كلما ذكر اسم مولاي عمر، يرددون كلماتهم همسا، خوفا من أن تشي الحيطان بالخبر اليقين عن مولاي عمر العسكري التكوين.هة خريج المدرسة العسكرية في مكناس، بارع في قيادة الطائرات الحربية، ويأتي في مقدمة الأمراء الذين يجيدون الرماية.
كثيرا ما يظهر خلف الملك محمد السادس، كما لو كان ظله، عيناه تتحركان يمنة ويسرة، وكأنه حارسه الخاص دون أن يكون كذلك، ويكاد يكون «غوريلا» محمد السادس، مثلما كان يحدث بين المديوري والحسن الثاني. يدس باستمرار مسدسا تحت إبطه، وعلى استعداد دائم لحماية الملك. حينما أزيح الحاج المديوري من منصب رئيس أمن القصور والإقامات الملكية، رأى فيه الكثيرون وريثه الذي بإمكانه إصابة ذبابة على بعد أمتار!و يحدث أن يقتحم على الملك خلوته، على نحو ما تؤكد لـ «الأيام» مصادر مطلعة: «قد يطرق باب مكتبه، أو غرفة نومه، يستأذنه، وهو يتأبط ملفا ائتمنه عليه أحدهم، قد يكون ملفا خاصا وسريا، أو مهمة كلف بها على عجل، باختصار، إنه واحد من مصادر ثقة محمد السادس..» إنه إن شئتم حلقة عسكرية-مدنية أساسية في المربع الذهبي لوريث الحسن الثاني.
«عصبي، مزاجي، متقلب، سريع الاستفزاز... هذه بعض من صفات أكبر أبناء للا مليكة ومحمد الشرقاوي التي عادة ما يصر الذين يجردونها، على أن يضيفوا إليها «لكنه لطيف، طيب، متمرس، وذو أخلاق عالية وعلى اطلاع...».و يحكى أنه حينما صعد في الثمانينيات الطائرة التي كانت ستقل الملك الراحل الحسن الثاني من مراكش إلى وجهة غير معلومة، طلب منه الجنرال القباج الذي كان قد أنقذ قبل سنوات قليلة الحسن الثاني في المحاولة الإنقلابية الثانية في الطائرة، (طلب منه) أن ينزل على الفور، بعد أن أعلن الحسن الثاني يومها حالة طوارئ لسبب مجهول، فامتنع عمر عن الامتثال لأوامره، متصرفا كأي أمير اعتبر يومها أن الجنرال قد تجاوز حدوده..
لكن، بمجرد ما علم الحسن الثاني بالخبر، طلب من خدام البلاط أن يمنعوا الأمير مولاي عمر من ولوج القصر، بل إنه حال دون لقائه بولي العهد سيدي محمد حينئذ!
قد يكون في هذه الرواية التي نسجت خلف أسوار البلاط العالية الكثير من المبالغة، لكنها تعطي صورة مقربة عن الأمير العسكري.
يقال عن عمر إنه صاحب المهمات الصعبة، الذي يحلو له الانتقال من التدرب على السلاح إلى ملاعب الگولف ومنها إلى الانزواء بعيدا لتلاوة طابور من الكتب، التي ينتقيها بعناية اقتداء بابن خالته محمد السادس، لذلك يلقبونه بالمثقف الذي كثيرا ما يدخل معه الملك -حسب نفس المصادر- في نقاش ساخن. بعد أن تجاوز الأربعين سنة، لازال مصرا على الزواج من الحياة بصخبها ومتعة القنص وسياقة الطائرات العسكرية والولع بممارسة رياضة الكولف والتمرس على السلاح كقناص طائرات بارع وعلى الاقتران بأنجح الصفقات المالية، التي لا مكان فيها للكبوات أو للعراقيل الإدارية أو المالية...فعلى خطى والده محمد الشرقاوي، ينتقل بسهولة من المشاريع العقارية والسياحية إلى التأمينات، وصولا إلى الصفقات اللاسلكية واقتحام عالم الاتصالات.ولم لا، فهو زوج للا مليكة شقيقة الحسن الثاني، التي اقترن اسمها بمنظمة الهلال الأحمر ورئاستها منذ تأسيسها، وهي المنظمة التي برزت إبان زلزال مدينة أكادير، حيث لعبت دورا اجتماعيا في مواجهة الكوارث الطبيعية التي عاشتها المملكة.
أنجبت للا مليكة من محمد الشرقاوي ثلاثة أولاد أكبرهم سنا بعد للا ربيعة هو مولاي عمر، ثم سليمان فمولاي المهدي.وإذا كان مولاي عمر مضربا عن الزواج لحد الآن، فإن شقيقه مولاي المهدي الذي ولد ثلاثة أيام بعد المحاولة الانقلابية في الصخيرات، اقترن بابنة خليل السليماني شقيق عبد المغيث السليماني مباشرة بعد أن تأكد حكم إدانة الرئيس السابق للمجموعة الحضرية للدارالبيضاء استئنافيا في قضية لوفاط الشهيرة، وقد تم الزواج في عز الصراع بين زوج ابنة عمه فتيحة السليماني، والمقصود به وزير الداخلية المخلوع إدريس البصري، وبين رموز العهد الجديد! الزواج لم يتم بطبيعة الحال وكما تقول ذلك القيود المخزنية، إلا بموافقة الملك محمد السادس، الذي من الواضح أنه وضع المسافة الضرورية بين حسابات العهد الجديد وسلفه، وبين العواطف والجوارح الإنسانية، التي جمعت بين ابنة أخ عبد المغيث، مريم السليماني، ومولاي المهدي ابن عمته للامليكة.أقيم العرس في العاصمة الرباط على نفقة الملك، وقد حضره الأمراء والأميرات، بمن فيهم شقيقات محمد السادس للا مريم، وللا حسناء، وللا أسماء وشقيقه مولاي رشيد.و قبل زواجه من مريم السليماني، كان المهدي قليل الظهور إلى جانب محمد السادس، ينكب على إدارة جزء من ثروة والده محمد الشرقاوي ومنشغل بإدارة جزء من ممتلكات والده وأمه.
إنهم أبناء محمد الشرقاوي أحد أقوى أصهار الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تدرج في أكثر المناصب السياسية حساسية، فقد كان على عهد محمد الخامس إلى جانب البكاي والزغاري وبوعبيد واحدا من المفاوضين في «إيكس ليبان» من موقعه كقيادي في حزب الشورى والاستقلال، قبل أن يتولى في مرحلة لاحقة أكثر من منصب سياسي وديبلوماسي، حيث كان سفيرا للمغرب في باريس ووزيرا للمالية، وفضلا عن دخوله غمار السياسة، بتجاذباتها وصراعاتها، ولج عالم المال والأعمال من أبوابه الواسعة، إلى درجة أنه بات يشكل رقما أساسيا في المشاريع السياحية والعقارية، لاسيما في أكادير، حيث يملك أفخم الفنادق التي لا يجد منافسوه بجوهرة الجنوب، سوى الانحناء أمام «أسلحة خصم» غير عادي