Slideshow

vendredi 25 février 2011

المغرب يعود إلى حركات الاحتجاج الاعتيادي



أفصح مسؤول مطلع في اتصال مع "هسبريس" بأن المغرب عاد إلى حركات الاحتجاج الاعتيادية التي ألـفها منذ أزيد من عقد من الزمن ، وبالضبط منذ سنة 1999. منطلق هذا الحديث كان جوابا على أسئلة "هسبريس" حول الواقع الحالي لتطورات الحركات الاحتجاجية المفتوحة التي كانت قد دعت إليها مجموعات شبابية على الموقع الاجتماعي التواصلي فايسبوك، وما إذا كانت هناك متغيرات مستجدة في أسلوب التظاهر، وتطورات مفترضة في طبيعة التشكيلات الحزبية والجمعوية المساهمة في الاحتجاج.
  المسؤول المذكور، أوضح أن حركات التظاهر والاحتجاج استنفدت آلياتها ومطالبها يوم 20 فبراير، بعدما خرجت في مسيرات ووقفات في 53 عمالة وإقليم تحمل مطالب سياسية ودستورية واجتماعية واقتصادية، وأن ما أعقبها من دعوات للتظاهر أو خروج عرضي لمواطنين ما هو إلى عمليات ارتدادية ليوم 20 فبراير، معللا ذلك بأن جميع المسيرات والوقفات التي شهدتها أيام 21 و 22 و23 و24 فبراير الجاري كانت مسيرات عفوية تحمل مطالب اجتماعية حصرية أو مطالب ترتبط بفصيل طلابي دونما إردافها بأية مطالب سياسية أو دستورية كما كانت عليه بعض مطالب 20 فبراير.
واستطرد المسؤول تصريحه، بأن الخرجات التي سجلتها مدينة الدار البيضاء أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس كانت اجتماعية صرفة، واقتصرت على ساكنة كاريان سنطرال، الذين كان بعضهم يطالب بتوفير مساكن لائقة، وهو الأمر نفسه في مدينة فاس بالنسبة لساكنة حي العسكر وظهر مهراز وإن كانت مجموعة من الطلبة حاولت الركوب على تلك الوقفات لتحويرها عن مسارها العادي.
 وفي تعليق على الأحداث من منظورر أمني، أوضح المسؤول أن هذه الحركات المتتالية المحدودة هي نسق اجتماعي اعتيادي بالمغرب، وليس فيها ما يثير التوجس أو الارتياب، على اعتبار أنها تندرج في إطار ثقافة الاحتجاج لدى المغاربة، وتنساق أيضا في منظومة تدبير الاحتجاج من قبل مصالح الأمن والسلطات المحلية، التي اعتادت عليها لأكثر من عقد من الزمن.
وحول انسياق مجموعة من التلاميذ وراء بعض المسيرات وارتكابهم لأعمال شغب وعنف وتخريب، أوضح ذات المسؤول أن طبيعة الحشود النفسية تفرز حالة من الاندفاع الذاتي لدى الفرد خاصة القاصر أو الحدث، تجعله ينسلخ من فردانيته وينصهر في المجموعة المندفعة، مما يفقده التحكم في أفعاله وتصرفاته وتزيغ به نحو ارتكاب أعمال غير محسوبة العواقب.
كما أضاف أن القاصر بسليقته، واندفاعه غير المحدود، يحاول دائما التمرد على وضع ما، أيا كان هذا الوضع سواء العائلي أو الاجتماعي أو المدرسي، مما يدفعه إلى الانصهار في أية حركة مفرزة أو مساعدة لهذا التمرد. والقاصر التلميذ قد يجد في هذه الأحداث ضالته فيميل معها حيث مالت، لكن المسؤول الأمني عاد ليؤكد أن هذا الاندفاع غالبا ما يكون محدودا في الزمن، إذ غالبا ما تتدخل العائلة أو المحيط المدرسي أو الاجتماعي لتقويم هذا الانعراج السلوكي.